تزايد اللغط أخيرا حول ظاهرة التنويم نظرا لغموض هذه الظاهرة في أذهان العامة لإقحامها من بعض المزايدين، ومما يزيد
الطين بلة ما يقوم به بعض المشعوذين من أمور مخجلة بما يمارسونه من دجل تحت مقولة أعمال الوساطة الروحانية بحثا
عن الغائب المفقود بالإضافة إلى ما يقوم به أصحاب الألعاب السحرية بما فيها من زيف وخداع وتقنيات عصرية، وارتباط
صور معينة في أذهان العامة والمشاهدين بما يقدم من مشاهد وعروض في السيرك وأماكن اللهو، حيث ترقد إحدى
الحسناوات الفاتنات ممددة ومغطاة بملاءة ويظهر أمامها أحد أصحاب هذه الألعاب السحرية مقنعا الجمهور بأنه من أحد
مشاهير المنومين المغناطيسيين العالميين (وبعضهم لا يستحي أن يلقب نفسه بالدكتور أو البروفيسور)، ويبدأ صاحبنا
بتحريك كلتا يديه في حركات مسرحية فترتفع تلك الحسناء في الهواء ببطء، بينما يقوم ذلك المشعوذ المخرق بتمرير طوق
عبر جسدها المسجى، ويستمر ذلك المخادع وهو منتشي بكل زهو وفخار، ويحملق المشاهدون في تعجب وحيرة، وتنطبع
في أذهانهم هذه الصورة الكوميدية الزائفة عن التنويم.. وهكذا تختلط الأوراق، ولكن ما أبعد الفرق الرهيب بين هذا الخداع
والهراء والعلاج بالتنويم الذي هو في جوهره ظاهرة علمية ونفسية..