للإجابة على هذا السؤال يجب أولا أن نتعرف على أسباب حدوث الأمراض النفسية اولا... ولدراسة هذه الأسباب يجب أن
نتعرف على المخ البشرى – لمعجزة الإلهية - حيث يتكون المخ البشري من آلاف الملاين من الخلايا وهناك مراكز في
المخ لكافة الوظائف النفسية والبيولوجية للإنسان ، فهناك مركز للحركة ومركز للتنفس وكذلك هناك مركز للذاكرة والسلوك
والمزاج والوجدان.. ويرتبط المخ بالحبل الشوكى الذى يقع داخل العمود الفقرى وهو يحتوى على عدد ضخم من الخلايا
العصبية وبذلك يتمكن من نقل كل أنواع المعلومات من و إلى المخ. وتتصل الخلايا العصبية بعضها ببعض بواسطة
تشابكات عصبية ، وهذه التشابكات أو المسافات الرقيقة بالرغم من إنها تفصل ما بين الخلايا لكنها في الواقع تربط بينها
كيميائيا .. أن الرسائل تنتقل بين خلية وأخرى بواسطة مواد كيميائية تسمى الناقلات العصبية ، وزيادة أو نقص الناقلات
العصبية في المخ "مثل السيروتونين ، دوبامين ،ادرينالين ..الخ" يؤدى إلى اضطراب الوظائف النفسية للإنسان فقد وجد
مثلا أن اختلاف نسبة السيروتونين يؤدى إلى اضطرابات نفسية مثل الاكتئاب .ومن هنا جاءت فكرة كيفية ضبط تركيز
الناقلات العصبية وإيجاد توازن بينهما مستخدما العقاقير التى تؤثر على الناقلات العصبية و إعادتها إلى وضعها السليم.إذا
فالمرض النفسى يحدث بسبب اختلال فى نسبة الناقلات العصبية فى الجهاز العصبى للإنسان وذلك نتيجة عدة عوامل منها
تأثير الوراثة والبيئة والتربية وعوامل عديدة أخرى جارى البحث عنها ، والمرض النفسى مثله فى ذلك مثل الأمراض
العضوية الأخرى له أساس عضوى ولا يحدث بسبب الجن .