التسويق العصبي
منقول من د.عبدالقادر حسن العداقي
تقديم ميمو
هل سمعتم أو عرفتم عن التسويق العصبى انه أحدثأساليب التسويق الحديثة للسيطرة على دماغ المستهلك والتعرف ليس فقط بماذا يفكرالمشترى أو يشعر بل التوصل أيضا إلى معرفة ماذا ينوى أن يفعل، فمنخلال الأبحاث المهتمة بدراسة أسرار الدماغ البشرى والتي تتم الآن في العديد منالمراكز في الولايات المتحدة الأمريكية وذلك من خلال عرض بعض الصور والأفلام أمامشخص ما وفى نفس الوقت يتم مراقبته وتصوير ردود أفعال مخه (الدماغ) اتجاه هذه الصوروالأفلام عن طريق أجهزة طبية مثل أجهزة الرنين المغناطيسي الوظيفي التي من خلالهايتم تحليل ردود الأفعال ومن ثم يبنى عليها تحليل مفصل للشخصية ومن هنا ظهر ما يسمىالتسويق العصبى Neuromarketing وهو الناتجالتجاري لفرع البحث الطبي الجديد المزدهر المعروفباسم Cognitine roscience علم الأعصابالمعرفي والذيظهر في أواخر التسعينيات وولد بجامعة هارفارد بالولايات المتحدة الأمريكية حيث كانالبروفيسور جري زالتمان ومساعديه يقومون بإجراء بعض الأبحاث من خلال مسح وتصويرعقول بعض الأشخاص من اجل الشركات الكبرى.
أما حاليا فان قائد هذه الأبحاث هوجامعة ايمورى بالولايات المتحدة بالتعاون مع شركة برايت هاوس وتتم عملية تحليلالشخصيات باستخدام حقول مغناطيسية شديدة القوة تقوم عبرها أجهزة الرنين المغناطيسيبتتبع الهيموكلويين الغنى بالاوكسجين والهيموكلوبين الخالي من الأوعيبحين في المخ ممايعطى الباحثين صورة تفصيلية لحظية عن اتجاه واماكن سريان الدم وأماكن الخلاياالعصبية التي تنشط خلال تلك العملية.
ومن خلال الدراسة التي أجريت على 67شخصا ونشرت نتائجها في 14اكتوبر 2004م بجريدة جورنال نيرون تبين نشاط زائد فيالقشرة الوسطية لمقدمة الفص الجبهي للمخ عند رؤية الصور التي أعجبتهم وهذه هيالمنطقة المرتبطة بما نفضل بل وإحساسنا بأنفسنا مما يدل على انه ربما يكون ولاؤناللسلع بسبب ذوق السلعة أو شكلها حيث قام خلال التجربة بتطبيق تكنولوجيا الرنينالمغناطيسي علىمنتجي البيبسى والكوكاكولاومنخلال مراقبة نشاط المخ في الجزء الذي يقوم بعمليات الإحساس بالطعم في حالة رؤيةالبيبسى ولكنه مع منتج الكوكاكولا ازداد تشاط المخ في مستوى القشرة الوسطية لمقدمةالفص الجبهى وتعليقا على ذلك يقول مونتاجيو انه غالبا ما تفوز بيبسى في اختباراتالطعم ولكن كوكاكولا تحقق مبيعات أكثر لان العقل الباطن للمستهلك يكون متأثرا بصورةكوكاكولا المليئة بالحياة ولكن لم يهتم احد بقياس تلك العلاقة العصبية إلا مؤخراحيث يلاحظ في الفترة الأخيرة تركيز إعلانات الكوكاكولا على عبارة مليئة بالحياة أوطعم الحياة أو متعة الحياة.
وتكمن مشكلة التسويق العصبى في أن استعمالتكنولوجيا الرنين المغناطيسي في التسويق العصبى يعتبر أمر خاطىء على صحة الإنسانحيث يمكن أن تدفع هذه الطريقة الناس إلى شراء منتجات غير صحية ينتج عنها زيادة فيالوزن أو شرب الخمور ورغم أن التسويق العصبى يعتبره بعض العلماء من انه أفضل عاملمساعد على تلبية الحاجات الحقيقة للمستهلكين وأفضل بكثير من أساليب التسويقالمعتادة وعلى رغم كل هذا إلا انه يظل فهم سلوك المستهلك صعب التنبؤ به فهو مثل طفلمدلل صعب إرضائه، أما ريتشارد فيذكر: أن التسويقيين حاولوا إثارة العقل الباطن بمنتجاتهم طوال هذا العقد أما التسويق العصبى فيبدوا انه اقترب جدا من استخدام التكنولوجيا لقهر المستهلكين.
هذه احدث دراسة تمت حول التسويق العصبى .